التخطي إلى المحتوى الرئيسي

يأجوج ومأجوج



يأجوج ومأجوج أو جوج وماجوج

هما اسمان يتعلقان بآخر الزمان، وعلامات الساعة الكبرى، لا نعلم إن كانوا من نسل آدم أم إنهم درب من الخلائق مختلف عن البشرية، فعندما وصفهم الرسول الكريم قال أنهم"عراض الوجوه، صغار العيون، صهب الشغاف، ومن كل حدب ينسلون، كأن وجوههم المجان المطرقة". قوله "صهب الشغاف" يعني لون شعرهم أسود فيه حمرة، و"المجان" تعني التروس. قد ورد ذكرهما في جميع الديانات السماوية الثلاث، وفي بعض الأدبيات والمؤلفات الأخرى، ودائما ما يساورنا الفضول لمعرفة المزيد حيال هذا الموضوع؛ لذا سنحاول أن نتحدث بشيء من الإيجاز عنهم.

في اليهودية:

جاء في سفر حزيقال أن "جوج" كان ملك على شعب أو أرض تدعي "ماجوج" وهم قوم ذوي بأس شديد، يقطنون في أقصي الشمال، سوف يخرجون قبل أخر يوم على الأرض ليفسدوا فيها وتقوم حرب عظيمة بينهم وبين أهل الأرض، ولكنهم يقتلون في مذبحة هائلة.

في المسيحية :

فقد ورد في سفر الرؤيا أنهم جماعات سيأتون في أخر الزمان من أربع زوايا الأرض بقيادة الشيطان ليحاربوا الرب، وستكون أعدادهم كبيرة بعدد حبات الرمل، ولكن الحق سينتصر وسيلقى عليهم نيران من السماء تقتلهم وتخلص الناس من شرورهم.

في الإسلام :

قد تحدث الاسلام عنهم بشيء من التفصيل مقارنة بالديانات الأخرى فجاءت سورة الكهف لتروي لنا قصتهم، فورد أنهم كانوا قوم طغاة يفسدون في الأرض، إلا أن جاء ملك صالح يدعى "ذو القرنين" فاشتكى له أهل تلك البلاد من فسادهم وسألوه أن يبني بينهم وبين يأجوج ومأجوج سد يحميهم منهم ويمنع عنهم شرهم وبطشهم، فاستجاب لطلبهم وقام ببناء سد منيع من الحديد والنحاس المذاب بين جبلين عظيمين، فكان قوي أملس بحيث لا يستطيعون ردمه أو تسلقه حتى يأتي الله بأمره في أخر الزمان فيُهدم هذا السد المنيع ليخرج يأجوج ومأجوج يبغون على أهل الأرض، حتى يحتمي الناس منهم في حصونهم، ولن يستطع أحد أن يردهم عن بطشهم، فيظنون أنهم قادرون فيضربون بسهامهم في السماء فتنزل وكأن بها دم فيقولون: "قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء". ويستمر طغيانهم في الأرض سبع سماوات حتى يدعوا نبي الله عيسي عليه السلام ربه فينزل عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم، وتمتلئ الأرض بأجسادهم النتنة فيدعو عيسي عليه السلام ربه فيبعث طيرا تنقل أجسادهم إلي حيث يشاء الله، ثم يرسل مطرا تغسل الأرض ثم يُقال لها أنبتي ثمرك وردي بركتك.

موقع يأجوج ومأجوج :

اختلف العلماء والمفسرين على تحديد موقعهم فإنه يظل مجهولا إلى يومنا هذا. ولكن العديد من الجغرافيين المسلمين القدامى أمثال الشريف الادريسي والقزويني وابن حوقل والمستوفي اتفقوا أنهم يقطنون أقصي الشمال في مناطق شمال سيبيريا، ووضعوا خرائط تحدد موقعهم، بعض هذه الخرائط عمرها ألف سنة، نجدها في أطلس تاريخ الاسلام لمؤرخه العظيم د/حسين مؤنس. وأشاروا إلي أن السد الذي بناه ذو القرنين موجود في منطقة ما تدعى داريال قورج خلف جبال القوقاز بين بحر قزوين والبحر الأسود. ولعل ماجعلهم يحددون هذا المكان الافتراضي هو قول الله في القرآن الكريم "حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا" فقد قال الله تعالي مطلع الشمس ولم يقل مشرق وهذه إشارة إلي أن الشمس لاتشرق وتغرب في هذه المنطقة بل هي موجودة طوال الوقت حتى يظن الناس بأن هذا المكان هو منشأها ومطلعها الأصلي، كما أن الستر الطبيعي بين الشمس والأرض هو الليل فمعني قول الله أنه لم يجعل بين الشمس وبينهم ستر أن هذا المكان لاتغرب الشمس فيه ولايأتي الليل أبدا، وهذا لايحدث إلا في أقصى الشمال حيث تظل الشمس طوال الليل لاتغرب أبدا.
واعتقد أخرون أن الأرض مجوفة من الداخل ومنارة بفضل الصخور المشعة والبراكين ،وبها فتحتان عند القطب الشمالي والجنوبي وقد سكنها يأجوج ومأجوج من الداخل قرب القطب الشمالي وقام ذو القرنين ببناء السد المنيع ليغلق هذه الفتحة من الأرض فلايجدون منفذا للخروج إلا بهدم ذلك السد.

ولعل مادفعهم إلي هذا التفسير أن الرسول الكريم حينما تحدث عن خروج يأجوج ومأجوج خلال هذا السد أوضح بأنهم سيجتهدون لخرقه كل يوم حتى يروا شعاع الشمس فيقول الذي عليهم عودوا فسنكمل غدا.. فقد قال الرسول "حتى يروا شعاع الشمس" ولم يقل حتى يروا ما وراء السد مثلا، وهذا ربما يفسر أنهم في مكانهم هذا لاتصلهم أشعة الشمس، فإذا كانوا فوق الأرض فالشمس ستصلهم بكل تأكيد من فوقهم ولم يمنعهم السد عنها، ولكن السد سيمنعهم عنها ولن يرون شعاعها إلا لو كانوا تحت الأرض والسد يحول بينهم وبين سطحها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السفر عبر الزمن

في عام 1905 اثبت اينشتاين امكانية السفر عبر الزمن, وهدم نظرة الحس العام للزمن منذ نيوتن واحل محلها بفكرة "نسبية الزمن" ومن هنا نشر نظريته "النسبية الخاصه"   وتتمثل النظريه النسبية في:  مرونه وتمدد الزمن:  المقصود هنا بتمدد الزمن اي تغير الزمن نتيجه لعوامل اخري, مثل التمدد والانكماش للمواد نتيجه للحراره والبروده. والعامل المؤثر هنا في تغير الزمن وتمدده هو السرعه, اي ان كلما زادت السرعه كلما تغير الزمن بالنقصان ومثال علي ذلك اذا وضعت تايمر في طائره تطير بسرعه كبيره ووضعت تايمر اخر علي الارض فا ستجد ان التايمر الموجود داخل الطائره كانت قراءته اقل من الموضوع علي الارض ولكن القيمه تكون  قليله جدا ويمكن ان تقدر بالنانو ثانيه (والنانو ثانيه هو جزء من الالف  مليون  ثانيه). وهذا يعني انه يوجد اختلاف حتي ولو كان طفيفا, ولكن اذا اردنا ان نشعر بمدي تأثير هذا في الزمن يجب ان نزيد من السرعه اللي نسير بها, اي اذا سرنا بسرعه كبيره جدا تقارب سرعة الضوء ينتج عنه اختلاف في الزمن عن الموجود علي سطح الارض. بمعني ان كل سنه تقريبا تقضيها وانت تسير بسرعه الضوء ت